النباتات والجاذبية الارضية

تتحسس الأحياء عموما و منها النباتات بالجاذبية الأرضية و قد يكون هذا التحسس من أوضح الظواهر و ربما ابسطها شكلا , و هي حالة شائعة في حياتنا اليومية في كل مكان و لكن لم ينتبه إلى تفسيرها الكثير منا . تتمثل هذه الظاهرة في أن الجذر النباتي و منذ بداية تشكيله على شكل بادرة تخرج من البذرة يتجه إلى الأسفل أي اتجاه إيجابي نحو مركز الجاذبية الأرضية ,

في حين يتجه الجزء الورقي الصغير نحو الأعلى مبتعدا عن مركز الجذب و تعرف هاتين الظاهرتين بالانتحاء الإيجابي و الانتحاء السلبي على التوالي , و لو قلبنا اتجاه البذرة لعاود كل من الجذر و الساق اتجاههما الطبيعي و المحكوم بالمغناطيسية الأرضية , وعلى الرغم من أن مثل هذا الأمر لا يحتاج إلى تأكيد ويمكن لأي إنسان أن يلاحظ .
يفسر العلماء ظاهرة الانتحاء الايجابي على أساس وجود أجزاء صغيرة معينة – لا ترى بالعين المجردة بل بواسطة المجهر – داخل خلايا القمة النامية للجذر و تعرف علميا بالعضيات ( عضيات و هي مصغر كلمة عضو ) و هي على عدة أنواع , و أحد أنواع هذه العضيات يكون أثقل وزنا من العضيات الأخرى لذا يميل إلى الاستقرار في قعر الخلية الجذرية , فتقود النمو نحو الأسفل . يصاحب ذلك تكون هرمونات نباتية تسمى الأوكسينات و التي تتداخل مع العملية أيضا فتنظم النمو لباقي الخلايا بهذا الاتجاه . أما الجزء الورقي يحتوي على نظام مختلف من التوجيه يعتمد على التحسس بالضوء و الاتجاه نحوه , و لا علاقة له بالجاذبية .

الموضوع منقول