رديف أرسلان ... انتصارات صغيرة

إلى صديقي التشكيلي ؛في ذكراه.
--- أيمن رزوق.. بيت صديق ومدينة اغتراب .
-------------------------
..حين يكون للفنان أصابع الشمس وضوء القمر..
كيف يختنق البنفسج_يا رديف_وأنت عطر وكيف تسقط ريشة الألوان من بين يديك..
كيف يختنق -الفنان- بألوانه ؛ويصير قماش لوحته ..غابة من الحروف..وأصابعه نهارا كاملا من الأحلام؛وليلا لاينام..من الوجع..
رديف أرسلان
فنان كان يشتغل لوحته بدم الشمس..ودفقة الينبوع الوليد..ورشفة المطر الخريفي..على تراب لاتنتهي أكاليل عطره..
..حين يموت ملك النباهة وفارس الشوق الحميم..تصير الكفاءات مطرحا منهوبا لكل عابر و(مرسم) الحياة..غابة بلا عصافير..والوأد عنوان مرحلة بلا ضفاف ..
أما تلك الانتصارات الصغيرة..التي تم ارتكابها..كجرائم (أطفال ؛لوحات فنية؛أصدقاء..) فهي الكأس الذي لايفرغ ..و لا يعرف إلا النشوة و الارتفاع..
نعم..كان رديف أرسلان يرتكب كل صباح ..ابتسامة بلا مواربة..ومحاولات لاتنتهي في مساعدة الآخرين..من يطلب منه ذلك ..ومن لايطلب..إنه هاجس الصباح والمساء..
حقا..فنان يمنح الحياة زخرفة..ويعجن وجع القلب..عباءة ..ويتحول كل شيء بين يديه الى (حياة) الى عمل فني ..(نحاس .جلد.خشب.حجر.حذاء...)..فنان..كان يساعد الحياة كي تكون جميله..وكي يبقى فيها ممر آمن للأمل ..
هو الذي (سمع صوت عينيه بأذن قلبه) كان يشتغل على منمنمات الحياة (لوحة) فيها كل تجاور الأضداد..بلمسة من السحر ؛معانقا اللون على كتف النهر المشغول بالتنهدات..
يبدأ موالا من (صادق حديد) وينتهي على ضفاف فيروز..يرافقه ناي هو للحزن مدرسة ..وعلامة فارقة لا تتكرر..و لا تنتهي غيومها الهاطلة ارواحا ونساء هاربة من غابات الكلام المشحون بكل أنواع الفرح ؛الغضب..الذي لايوصف..
رديف..بيت صديق؛ومدينة إغتراب..وغابة حزن..يشبه شلال عذوبة تم اختطافه من بين ألوانه وضجره وبدوياته المتألقات على صدر لوحاته(مع إطار خشبي أو من دونه..)
..رديف..صياد المطر..والأرانب وعاشق (الجفت) ..يطارد نهاره..كي يصل الى اللاشيء ..أو إلى الليل فقط..يمشي على قدميه الى جبل (شاعر) أو (البلعاس) ويعود (تعبان) وفي جعبته بعض الطرائف والمواويل..وقليل من خشب السنديان والسنابل والشيح..يغمرها بأنامله ومشاعره لتعود عملا فنيا نادرا..يعطيه ؛بكل محبة؛لأول صديق عابر..
في كل عمل من أعماله الفنية تعرف أنه يبحث عن عشق ما؛ وتعرف أنه لم يصل ‘الى ما يريد..دائما غير مقتنع بألوانه..يمزجها من جديد؛ويضيف إليها من حزنه ومن شمسه ومن المطر..ويعترف أنه لم يصل الى اللون الذي يريد..
رديف
كيف يختنق البنفسج ؟..
على شرفة الفراغ.

أيمن رزوق.