التراث في قسم كبير منه يعتمد على المخزون الفني الموسيقي، وسلمية كانت واحدة من الدوحات الفنية، التي اشتهرت بأنواع غنائية تراثية، وعرف منها أسماء ما زلنا نذكرها حتى الآن، بعد أن طوى الموت وجودهم.
آلات التراث
بالطبع ترافق الغناء مع الآلة الموسيقية، واعتمد في الماضي على آلتين أساسيتين هما، الربابة ،والمجوز اللتين عرفهما أهل الريف السوري عامة، فالربابة وبما فيها من شجن كان لكل عازف في سلمية شخصيته على وترها الوحيد، فمنهم: صادق حديد ومحمد صادق حديد ومحمد خضر مغربية ورفعت الحموي ومحمد دلول وغيرهم.
أما المجوز الذي عُرف باسم (الأرغول) فكان آلة العزف الأساسية في حفلات الأعراس، فكانت تعقد حلقات الدبكة بأنواعها وخاصة السلمونية على أنغامه وتدرجات أصواته، وكان يتميز بعض العازفين على المجوز
لا بسلامة وجمالية عزفهم فحسب، بل بمقدرتهم على العزف لوقت طويل دون انقطاع ومن أشهرهم: دياب أبو طالب وحسن زينو ومحمد سليمان صالح وغيرهم.
وهنالك آلة (الشبابة) كانت تساعد المجوز في دوره الموسيقي والشبابة آلة تشبه الناي، وتتميز عنه بقطعة من المعدن توضع في الفم وهي مصنوعة من القصب، ومن أشهر عازفيها علي دلول ومحمد أمين وفريحين زينو وغيرهم، كما عرفت الشبابة باسم آخر في سلمية وهو الشيخة.
الآلات الحديثة
بتقدم الزمن وزوال الحدود الجغرافية والزمنية، وبعد انتشار المدارس دخلت حصص التربية الموسيقية المنهاج الذي يُدرس للطلاب ومن المراحل الابتدائية، وبسبب سلطان الموسيقا كان لها هواة من الجنسين تخرجوا من المدارس، ودخلوا المعاهد الموسيقية، التي تخصصت بتدريس المناهج الموسيقية على مبادئ علمية متفق عليها ، قبل ذلك وفي سنة 1960م تم تأسيس أول ناد موسيقي في سلمية باسم (نادي الشواف) حيث برز بين الآلات الموسيقية الحديثة، العود الذي استهوى الكثير من العازفين، لقربه كآلة وترية من طبيعة الموسيقا الشعبية في سلمية، ولحق به الناي، والكمان فيما بعد.
أخيراً... التسارع الذي أصاب كل مفردات حياتنا، دفع الأغنية الشعبية وكل ما يخصها إلى الانحدار عن برجها وحلت محلها الأغاني السريعة المعلبة، وما حملته من جمل موسيقية سهلة مطبعة بالأساليب الغريبة عن المنطقة، لكن ما زال السلامنة ينشدون إلى أي حفل يقدم الأغاني التراثية ذات النغم الشجي.
شريف اليازجي