لم أسامح أخي التوأم الذى هجرني لست دقائق فى بطن أمي ، وتركني هناك ، وحيداً ، مذعوراً في الظلام ، عائماً كرائد فضاء في ذلك السائل اللزج ، مستمعاً إلي القبلات تنهمر عليه في الجانب الآخر . كانت تلك أطول ست دقائق في حياتي ، وهي التي حددت في النهاية أن أخي سيكون الابن البكر والمفضل لأمي .
منذ ذلك الحين ، صرت أسبق بابلو في الخروج من كل الأماكن : من الغرفة ، من البيت ، من المدرسة ، من القداس ، من السينما - مع ذلك كان يكلفني مشاهدة نهاية الفيلم .
فى يوم من الأيام ، التهيت ، فخرج أخي قبلي إلي الشارع ، وبينما كان ينظر إلي بابتسامته الوديعة ، دهسته سيارة . أتذكر أن والدتي ، لدي سماعها صوت الضربة ، هرعت من المنزل ومرت من أمامي راكضةً تصرخ اسمي ، ذراعاها ممدوتان نحو جثة أخي . أنا لم أصحح لها خطأها أبداً .
رافاييل نوبوا
23/2/2014, 11:11 am