هي : هكذا اختصرتنا الصُّدفة..
و لا أخفيك خوفي أن نتسمّر هكذا إلى الأبد .. هيئتان غائمتان .. تبشّران و تُنذران..تشرّعان المعاني كلّها و المزاجُ العاطفي هو سيّد التأويل ..
أذكر أنّي كنت أمازحكَ و كنتَ تجاريني , و هنا اقتصّتنا الحياة و علّقتنا على أحد حيطانها.. يبدو أنّنا كنّا جميلين جدا ! ..
الآن أصبحنا لوحة والعيون تمرُّ بنا .. تراقب و تمعن و تشعر و تؤوّل ..
هل فكّرتَ يوما ما شعور اللّوحة حيالك ؟!!
الآن يمكننا أن نعلم سويّة ..
هل رأيتَ ذاك الشاب ذو العينين الدامعتين ؟
هو : أرأيتِ تلك الصبية ؟ .. لم تستطع النظر حتّى ..
هي : شاب آخر و رفيقته .. لم يعنيهما الأمر بتاتا ! .. كم هذا جارح ! ..
هو : ذلك الرجل البغيض يتكلّم و يشرح لرفاقه عنّا و كأنّه يعلم كلّ شيء , ما أغبى انطباعه ! ..
هي : أتعلم ؟ .. أكاد أختنق .. أريد ضربَهُ لكن لا أستطيع .. أحسدكَ .. كم أعصابكَ باردة ! ..
اسمَع .. لا أريد أن نكون لوحة .. تعال لنخرج ..
هو : انظري إلى المتاعب خارجا .. دعينا هنا نتبادل المزاح و نرصد التآويل ..
هي : لا أستطيع الاحتمال هنا ..
هو : و أنا لا أستطيع احتمال الخارج ..
هي : إذاً سأمزّقنا ..
أنت ابق معلّقاً و أنا سأذهب للحياة ..
هو : كما تريدين .. المهم أن تكوني سعيدة ..
هي : لن أكون سعيدة بدونك , لكن أيضا لن أختنق ..
تعال ساعدني أمسك ذاك الطّرف ....
بقلم: سلمى أحمد عطفة